(ومن علامات صحته: أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه.
(ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله.
(ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله.
(من أمراض القلوب:
من أمراض القلوب ما يلي:
(1) النفاق:
(2) الرياء:
(3) مرض الشبهة والشك والريبة:
(4) سوء الظن:
(5) الحسد والغيرة:
(6) الكبر والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين والاستهزاء بهم:
(7) الحقد والغل:
(8) اليأس:
(9) الهوى ومحبة غير الله:
(10) الخشية والخوف من غير الله:
(11) الوسواس:
(12) قسوة القلوب:
(13) التحزب لغير الحق:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
(1) مرض النفاق:
وهو من أخطر هذه الأمراض، وأشدها فتكا بالإنسان، وأفظعها عاقبة في الآخرة.
ولا يتصور أحد أن النفاق قد انتهى بنهاية عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونهاية شخصياته البارزة كعبد الله بن أبي بن سلول وغيره، بل إن النفاق الآن لا يقل خطورة عنه في الماضي.
ولقد كان السلف الصالح من أشد الناس خوفا من النفاق، وهذا عمر بن الخطاب -وهو من هو صحبة وعلما وعملا وإخلاصا- يناشد حذيفة: هل عدني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك (?).
وهذا ابن أبي مليكة -رحمه الله- وهو سيد من سادات التابعين يقول: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي، كلهم يخشى النفاق على نفسه (?).
ونحن الآن نقول: هل نجد ثلاثين يخافون النفاق على أنفسهم، ومن تأمل صفات المنافقين مما ذكره الله في كتابه في مواضع كثيرة، وما ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم أن الأمر جد خطير، خاصة ونحن نرى تساهل الناس في الاتصاف بصفاتهم، مع أمنهم من ذلك، ومن ذلك:
أن بعض الناس يتحدث عن القضاة وأخطائهم، ومثالبهم بحق وبغير حق، ويتعدى الحديث إلى أقضيتهم وأحكامهم. ثم هو يحسن للناس أحوال الغربيين وأحكامهم ومساواتهم، جاهلا أو متجاهلا ما هم فيه من شقاء وتبرم وضياع، بتركهم شرع الله وكفرهم بآياته.