وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء.

(علامات صحة القلب:

إن للقلب الصحيح علامات واضحة بينة

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان:

من علامات صحته أيضا: أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه،

(ثم ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله الحديث الآتي:

(حديث بن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري) قال: أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

(ثم قال رحمه الله تعالى:

فَحَى عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنهَا مَنَازِلُكَ الأولَى وَفِيهَا المُخَيّمُ

وَلكِنَّنَا سَبْىُ العَدُوِّ، فَهَلْ تَرَى نَعُودُ إلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ؟

[*] (أورد ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.

«وكلما صح القلب من مرضه ترحل إلى الآخرة وقرب منها حتى يصير من أهلها»، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها، حتى يصير من أهلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015