[*] (عناصر الفصل:
(منزلة الغنى العالي من منازل السائرين إلى رب العالمين:
(الله هو الغنى المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه:
(الغنى بالله مع الفقر إِليه متلازمان:
(كل حي سوى الله فقير إِلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره:
(أقسام الغنى:
(كيف يحصل غنى القلب:
(كيف يحصل غنى النفس:
(كيف يحصل الغنى بالحق تبارك وتعالى:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
(منزلة الغنى العالي من منازل السائرين إلى رب العالمين:
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الغنى العالي
وهو نوعان: «غنى بالله وغنى عن غير الله» وهما حقيقة الفقر ولكن أرباب الطريق أفردوا للغنى منزلة قال صاحب المنازل رحمه الله باب الغني قال الله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} [الضحى: 8] وفي الآية ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه أغناه من المال بعد فقره: وهذا قول أكثر المفسرين لأنه قابله بقوله عائلاً والعائل: هو المحتاج ليس ذا العيلة فأغناه من المال.
والثاني: أنه أرضاه بما أعطاه وأغناه به عن سواه فهو غنى قلب ونفس لا غنى مال وهو حقيقة الغنى.
والثالث: وهو الصحيح أنه يعم النوعين: نوعي الغنى «فأغنى قلبه به وأغناه من المال»
ثم قال: الغنى اسم للملك التام يعني أن من كان مالكا من وجه دون وجه فليس بغني وعلى هذا: فلا يستحق اسم الغنى بالحقيقة إلا الله وكل ما سواه فقير إليه بالذات. أهـ
(الله هو الغنى المطلق والخلق فقراء محتاجون إليه:
((قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه طريق الهجرتين:
قال الله سبحانه: {يَأَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ} * [فاطر: 15]، بيَّن سبحانه في هذه الآية أَن فقر العباد إِليه أَمر ذاتي لهم لا ينفك عنهم، كما أَن كونه غنياً حميداً أمر ذاتي له، فغناه وحمده ثابت له لذاته لا لأمر أَوجبه، وفقر من سواه إليه ثابت لذاته لا لأَمر أَوجبه، فلا يعلل هذا الفقر بحدوث ولا إِمكان، بل هو ذاتي للفقير: فحاجة العبد إِلى ربه لذاته لا لعلة أَوجبت تلك الْحاجة، كما أَن غنى الرب سبحانه لذاته لا لأَمر أَوجب غناه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازم أبداً كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي»