"لما ذكر الله عذاب الظالمين في القيامة أخبر أن لهم عذاباً دون عذاب يوم القيامة، وذلك شامل لعذاب الدنيا بالقتل والسبي والإخراج من الديار، ولعذاب البرزخ والقبر"
11 - العذاب الأليم:
قال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:42].
[*] قال ابن سعدي:
"أي: إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية {عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ}، وهذا شامل للظلم والبغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: موجع للقلوب والأبدان، بحسب ظلمهم وبغيهم"
12 - خذلان الظالم عند الله تعالى:
قال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر:18].
[*] قال ابن عثيمين:
"أي: أنه يوم القيامة لا يجد الظالم حميماً، أي: صديقاً ينجيه من عذاب الله، ولا يجد شفيعاً يشفع له فيطاع، لأنه منبوذ بظلمه وغشمه وعدوانه"
وقال تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [البقرة:270].
[*] قال ابن عثيمين:
"يعني: لا يجدون أنصاراً ينصرونهم ويخرجونهم من عذاب الله سبحانه"
مسألة: هل دعاء المظلوم على الظالم مكروها؟
الجواب: دُعاء المظلوم على مَن ظَلَمه ليس مكروها، إلا أن يتعدّى المظلوم في دُعائه، كأن يدعو بأكثر مما ظُلِم، أو أن يَدعو بإثم أو بِقطيعة رَحِم.
وقد أذِن الله للمظلوم أن يدعو على مَن ظَلَمَه.
قال تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ([النساء /148]
[*] قال ابن عباس في الآية:
يقول: لا يُحِبّ الله أن يَدعو أحَد على أحَد إلاَّ أن يكون مَظلوما، فإنه قد أرْخص له أن يَدعو على مَن ظَلَمه، وذلك قوله: (إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ)، وإن صَبَر فَهو خَيْر له.
وقال أيضا: لا بأس لمن ظُلم أن ينتصر ممن ظَلمه بمثل ظُلْمِه.
وقال تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) [الشورى /41]