(الدرجة الثالثة: المروءة مع الحق سبحانه بالاستحياء من نظره إليك وإطلاعه عليك في كل لحظة ونفس وإصلاح عيوب نفسك جهد الإمكان فإنه قد اشتراها منك وأنت ساع في تسليم المبيع وتقاضي الثمن وليس من المروءة: تسليمه على ما فيه من العيوب وتقاضي الثمن كاملاً أو رؤية مِنَتَه في هذا الإصلاح وأنه هو المتولي له لا أنت فيغنيك الحياء منه عن رسوم الطبيعة والاشتغال بإصلاح عيوب نفسك عن التفاتك إلى عيب غيرك وشهود الحقيقة عن رؤية فعلك وصلاحك.
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الأدب
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]
قال ابن عباس وغيره: أدبوهم وعلموهم وهذه اللفظة مؤذنة بالاجتماع فالأدب: اجتماع خصال الخير في العبد ومنه المأدبة وهي الطعام الذي يجتمع عليه الناس
وعلم الأدب: هو علم إصلاح اللسان والخطاب وإصابة مواقعه وتحسين ألفاظه وصيانته عن الخطاء والخلل وهو شعبة من الأدب العام والله أعلم.
مسألة: ما هي أنواع الأدب؟
((قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
والأدب ثلاثة أنواع:
(أدب مع الله سبحانه:
(وأدب مع رسوله وشرعه:
(وأدب مع خلقه:
(أولاً الأدب مع الله تعالى:
مسألة: ما معنى الأدب مع الله تعالى؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
الأدب مع الله تبارك وتعالى: «هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا»
مسألة: متى يستقيم الأدب مع الله تعالى؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء:
(معرفته بأسمائه وصفاته.
(ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره.
(ونفسٌ مستعدةٌ قابلةٌ لينةٌ متهيئةٌ لقبول الحق علما وعملا وحالا.
(ثانياً الأدب مع الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
فالقرآن مملوء به: