(38) قراءة كتب الشمائل والكتب في الأخلاق: فإنها تنبه الإنسان على مكارم الأخلاق، وتذكره بفضلها، وتعينه على اكتسابها.
(علامات حسن الخلق:
كيف يعرف الواحد منا مدى اتصافه من بحسن الخلق من عدمه ومدى التزامه بهذا التوجيه الكريم الذي يأمرنا فيه ربنا بالإقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام: قال تعالى: (لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللّهَ وَالْيَوْمَ الاَخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً) [الأحزاب: 21]
وقد ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوعين العلامات الدالات على حسن الخلق فمنها ما هو مجمل ومنها ما هو مفصل ولا نستطيع أن نأتي عليها كلها لكثرتها كثرة مستفيضة كما صح عنه.
أولاً المعيار المجمل: محبة الخير لأخيه المسلم:
وتأمل في الحديثين الآتيين بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيهما واجعل لهما من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيهما من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
((حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
((حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح النسائي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير.
ورواية النسائي تفيد فائدة عظيمة وتقطع دابر من أراد أن يستعمل الحديث في غير ما أراده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد يقول أنا أحب كذا وكذا مما يسخط الله فأريد أن أجلبه إلى أخي المسلم فتقطع هذه الوساوس بهذه الرواية الثانية: الخير فيما يحبه الله كما قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فإن كنت تحب لإخوانك المسلمين ما تحبه لنفسك من خير فأنت إن شاء الله من ذوي الخلق الحسن.
ثانياً المعيار المفصل: الأحاديث الدالة على مكارم الأخلاق:
أداء الأمانة وتحريم المماطلة – كظم الغيظ – الإحسان إلى الجار وعدم إيذائه – البشر وطلاقة الوجه عند لقيا الإخوان ـ قضاء حوائج المسلمين – أسباب الألفة والمحبة: وهي «الكلام الطيب واللين – إفشاء السلام – الهدية – الزهد فيما في أيدي الناس»
(من علامات حسن الخلق أداء الأمانة وتحريم المماطلة: