[*] قال يونس بن عبيد: " إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسى منها واحدة ".

[*] دخل حمّاد بن سلمة على سفيان الثوري وهو يحتضر فقال: (يا أبا عبد الله أليس قد أمنت مما كنت تخافه وتقدم على من ترجوه وهو أرحم الراحمين؟!) قال: (يا أبا سلمة أتطمع لمثلي أن ينجو من النار) قال: (إي والله إني لأرجو لك ذلك).

[*] وقال جعفر بن زيد: (خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت: لأرمقنّ عمله، فالتمس غفلة الناس فانسلّ وثبا فدخل غيظة (مجموعة أشجار ملتفة) قريب منا، فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي فجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت إليه أو عدّه جرو! فلما سجد قلت الآن يفترسه فجلس ثم سلّم ثم قال: (أيها السبع اطلب الرزق من مكان آخر)، فولّى وإن له زئيراً، فمازال كذلك يصلي حتى كان الصبح فجلس يحمد الله وقال: (اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يستحي أن يسألك الجنة)! ثم رجع وأصبح وكأنه بات على حشاياً، أما أنا فأصبح بي ما الله به عليم من هول ما رأيت!

[*] وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اللهم اغفر لي ظلمي وكفري)، فقال قائل: (يا أمير المؤمنين هذا الظلم فما الكفر؟) قال: (إن الإنسان لظلوم كفّار)، فإذا تمعّن الإنسان حال السلف عرف حاله والبعد الشديد مابينه وبينهم.

(2) مقارنة حال بحال فينكشف التقصير العظيم.

(أوما علمت أنه لا سكون للخائف، ولا قرار للعارف، كلما ذكر العارف تقصيره ندم على مصابه، وإذا تصور مصيره حذر مما في كتابه، وإذا خطر العتاب بفنائه فالموت من عتابه، فهو رهين القلق بمجموع أسبابه.

(عجبت لنفوسٍ تعرف حقائق المصير، ولا تعرف عوائق التقصير، كيف رضيت بالزاد اليسير، وقد علمت طول المسير، أم كيف أقبلت على التبذير، وقد حُذِّرَتْ غاية التحذير، أما تخاف زَلَلَ التعثير إذا حوسبت على القليل والكثير.

(يا مفرطاً في ساعاته بالليل والنهار، لو علمت ما فات شابهت دموعك الأنهار، يا طويل النوم عُدِمْتَ خيرات الأسحار، لو رأى طرفك ما نال الأبرار، حار يا مخدوعاً بالهوى ساكناً في دار، قد حام حول ساكنها طارق الفناء ودار، سار الصالحون فاجتهد في اتباع الآثار، واذكر بظلام الليل ظلام القبر وخلو الديار، وحارب عدواً قد قتلك بالهوى واطلب الثار، فقد أريتك طريقاً إن سلكتها أمنت العثار، فإن فزت بالمراد فالصيد لمن أثار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015