(مررت يوم أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية اللّه تعالى) بمهملتين أولاهما مكسورة كساء رقيق على ظهر البعير تحت قتبه، زاد الطبراني في بعض طرقه فعرفت فضل علمه باللّه عليَّ اهـ. شبهه به لرؤيته لاصقاً بما لطى به من هيبة اللّه تعالى وشدة فرقه منه وتلك الخشية التي تلبس بها هي التي ترقيه في مدارج التبجيل والتعظيم حتى دعي في التنزيل بالرسول الكريم، وعلى قدر خوف العبد من الرب يكون قربه. وفيه كما قال الزمخشري دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي والوعد والوعيد كسائر المكلفين وأنهم بين الخوف والرجاء. قال الحكيم الترمذي: وأوفر الخلق حظاً من معرفة اللّه أعلمهم به وأعظمهم عنده منزلة وأرفعهم درجة وأقربهم وسيلة والأنبياء إنما فضلوا على الخلق بالمعرفة لا بالأعمال، ولو تفاضلوا بالأعمال لكان المعمرون من الأنبياء وقومهم أفضل من نبينا صلى اللّه عليه وسلم وأمته.
(5) الخوف من الله يتعلق بقضيتين ..
أ – الخوف من عذابه ..
ب – الخوف من الله ..
الناس العامة ينزعون إلى الخوف من النار أكثر، وأهل الفقه والعلم خوفهم من الله قبل خوفهم من ناره لأن العامة قد يكون فهمهم وعلمهم قليل وبساطة فأحياناً لا يتذكر من كل القضية إلا النار، وقد لا يستوعب أن الخوف من الله قبل الخوف من ناره أول وأكبر وأعظم ولذلك قال ابن قدامة رحمه الله: ((في مقامي الخوف المقام الأول الخوف من عذاب الله وهذا خوف عامة الناس وهذا النوع من الخوف يحصل بالإيمان بالجنة والنار وكونهما جزاءين على الطاعة والمعصية، المقام الثاني الخوف من الله نفسه عز وجل وهو خوف العلماء والعارفين لأنه يكفيهم فقط ثلاث كلمات قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ} [آل عمران: 30] ولذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له))
كما في الحديث الآتي: (