وقال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: 50]

(وكان من أوائل أوامر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنذار (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * {قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر: 1،2]، خوف الناس عذاب الله جهنم، بأس الله وانتقامه .. ، قال القرطبي: خوف أهل مكة وحذرهم العذاب إن لم يسلموا.

(وقد وصف الله العذاب في كتابه في عدة مواضع لتحقيق الخوف في نفوس عباده ليتقوه، كما قال تعالى: {لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16]

[*] قال ابن كثير: (يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ) إنما يقص خبر هذا الكائن لا محالة ليخوّف به عباده. قال: لينزجروا عن المحارم والمآثم.

(يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) أي اخشوا بأسي وسطوتي وعذابي ونقمتي.

وبين سبحانه أن ما يرسله من الآيات لتصديق الأنبياء عليهم السلام كناقة صالح إنما يرسله من أجل التخويف (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59]

(كذلك الآيات الكونية كالخسوف والكسوف وغيرها.

(وكذلك قال الله في البرق والرعد: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12].

[*] (فضائل الخوف:

(1) جمع الله عز وجلّ لأهل الخوف الهدى والرحمة، والعلم، والرضوان، فقال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (الأعراف: من الآية 154).

وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر: من الآية 28).

وقال عز وجل: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: من الآية 8].

(2) وقد أمر الله عز وجل بالخوف، وجعله شرطاً في الإيمان، فقال عز وجل: {ْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: من الآية 175].

[*] قال ابن جرير: لا تخافوا أيها المؤمنين المشركين ولا يعظمن عليكم أمرهم ولا ترهبوا جمعهم مع طاعتكم إياي فأطعتموني واتبعتم أمري وإني متكلف لكم بالنصر والظفر ولكن خافوني واتقوني أن تعصوني أن تخالفوا أمري فتهلكوا إن كنتم مؤمنين فالله عز وجل أولى أن يخاف منه من الكفار والمشركين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015