والثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث فنودي الملك بالشقاء والسعادة ولا يدري أمن الأشقياء هم أم من السعداء.

والثالث: ذكر هول المطلع ولا يدري أيبشر برضا الله تعالى أو بسخطه.

والرابع: يوم يصدر الناس أشتاتا ولا يدري أي الطريقين يسلك به فمحقوق لصاحب هذه الأخطار أن لا يفارق الحزن قلبه.

بكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ليلة فأطال فسئل عن بكائه فقال ذكرت مصير القوم بين يدي الله عز وجل فريق في الجنة وفريق في السعير ثم صرخ وغشي عليه.

(الخشية أخص من الخوف:

فإن الخشية للعلماء بالله قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28]،فالخشية خوفاً مقروناً بمعرفة .. ، وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية))، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء والعارفين، وعلى حسب قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية ..

فصاحب الخوف يلجأ إلى الهرب، وصاحب الخشية يلجأ إلى الاعتصام بالعلم،

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:

و (الخشية) أخص من الخوف فإن الخشية للعلماء بالله قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر:28] فهي خوف مقرون بمعرفة وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية".

[*] وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: ((الخشية خوف مبني على العلم بعظمة من يخشى وكمال سلطانه)) ..

فإذا خفت من شخص لا تدري هل يقدر عليك أم لا فهذا خوف وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية ..

[*] قال ابن القيم – رحمه الله -: ((في مثلهما مثل من لا علم له بالطب ومثل الطبيب الحاذق، فالأول يلجأ إلى الحمية والهرب لقلة معرفته والآخر يلتجئ إلى الأدوية)) فالخشية خوف مبني على علم ..

وقد ورد الخوف في القرآن على وجوه منها ما يلي:

(1) القتل والهزيمة: (({وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ} [النساء: 83]، (({وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ} [البقرة: 155].

(2) الحرب والقتال: (({فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ} [الأحزاب: 19] إذا انجلت الحرب، (فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} [الأحزاب: 19]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015