إن مرض نقص الاستقامة داء ٌ عضال ومرض قتَّال أمره خطير وشره مستطير أشر من البرص وأضر من الجرب كالسرطان يأكل الخلايا، ومثل السوس الذي ينخر عظامهم من الداخل،، إن تأثير مرض نقص الاستقامة على النفس أسوء من مرض نقص المناعة على الجسد، فإن الأشياء الجسدية ابتلاء، أما الأشياء التي تكون في الدين؛ فإن مصيبة الدين لا تعدلها مصيبة، إن مرض نقص الاستقامة أودى بالإيمان في وادٍ سحيق، مرض نقص الاستقامة هو الذي شَوَّه صورة الإسلام وشوَّه جمال الإسلام في أعين الناظرين إلى بعض الذين يزعمون التدين، مرض نقص الاستقامة هو الذي سبب الانتكاس حقيقة، والارتداد على الأعقاب، والنكوص على الأدبار، مرض نقص الاستقامة هوالذي أوجد عناصر مُشَوَّهة تزعم الانتساب إلى الدين، وليس عندها منه إلا النزر اليسير، مرض نقص الاستقامة هوالذي جعل بعض الناس يقولون: نحن نلتزم بالإسلام إلى حدٍ معين لأنه لا طاقة لنا بأخذ الدين كله، والذين يقولون: ما عندنا استعداد لتقديم التضحيات.

(صور مرض نقص الاستقامة:

مرض نقص الاستقامة له عدة صور منها ما يلي:

(1) عدم الاستعداد لتقديم التضحيات:

أيها الإخوة! الذي يسير معك ثم يقول: ليس عندي استعدادٌ لإكمال المشوار، أنت تطالبنا بأمورٍ لا طاقة لنا بها، والحقيقة أنك تطالبهم بالدين، ليس عندنا استعداد للتضحية والتقديم والعمل لهذا الدين، نحن نريد أن نكون طيبين في أنفسنا، مصلين مزكين صائمين نحج ونعتمر، نذكر الله وندعو، لكن أن نقدم تضحيات لهذا الدين ليس عندنا استعداد، أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونتحمل الأذى ليس عندنا استعداد .. هل هؤلاء فعلاً أصحاب تدين حقيقي؟ إذا احتاجت الدعوة إلى الله إلى إنفاق وبذل أموال وبذل أنفس وبذل جهد وبذل الأعمار تراجعوا، فقالوا: إن أموالنا نحتاج إليها، وأوقاتنا نحتاج إليها، إننا لا نصبر على الأذى، ولا نتحمل ولا نطيق، حتى الأذى الكلامي لا يريدون سماعه، ثم يقولون: نحن متدينون، هذا الالتزام البارد وهذه الاستقامة الناقصة لا تغني شيئاً، فإذا كَثُرَ الخبث هلك الناس وفيهم الصالحون بنص السنة الصحيحة كما في الحديثين الآتيين: (

طور بواسطة نورين ميديا © 2015