قال: قلت يا رسول الله يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدع لك فإنك لا تسب أحدا من أصحابي، قال فقمت فدعا لي فانتبهت وقد بغض الله إلي ما كنت عليه» قال «فقال لنا أبو عبد الله يا جعفر يا فلان حدثوا بهذا واحفظوه فإنه ينفع.»
(توبة أبي عمر بن علوان عن نظره إلى امرأة:
[*] أورد ابن قدامة المقدسي في كتابه التوابين عن أبي عمرو بن علوان يقول خرجت يوما في حاجة فرأيت جنازة فتبعتها لأصلي عليها ووقفت في جملة الناس حتى تدفن فوقعت عيني على امرأة مسفرة من غير تعمد فلمحت بالنظر واسترجعت واستغفرت الله تعالى وعدت إلى منزلي فقالت لي عجوز: يا سيدي مالي أرى وجهك أسود فأخذت المرآة فنظرت فإذا وجهي أسود فرجعت إلى سري أنظر من أين دهيت فذكرت النظرة فانفردت في موضع أستغفر الله تعالى وأسأله الإقالة أربعين يوما فخطر في قلبي أن زر شيخك الجنيد فانحدرت إلى بغداد فلما جئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال ادخل يا أبا عمرو تذنب بالرحبة ويستغفر لك ببغداد.
(توبة رجل عن الشراب والعود بسماع آيات من القرآن:
[*] أورد ابن قدامة المقدسي في كتابه التوابين عن أبي هاشم المذكر قال: أردت البصرة فجئت إلى سفينة أكتريها وفيها رجل ومعه جارية فقال الرجل ليس هاهنا موضع فسألته الجارية أن يحملني فحملني فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوضع فقال أنزلوا ذلك المسكين ليتغدى فأنزلت على أني مسكين فلما تغدينا قال يا جارية هاتي شرابك فشرب وأمرها أن تسقيني فقلت رحمك الله إن للضيف حقا فتركني، فلما دب في النبيذ قال يا جارية هاتي العود وهاتي ما عندك فأخذت العود وغنت تقول وكنا كغصني بانة ليس واحد يزول على الخلان عن رأي واحد تبدل بي خلا فخاللت غيره وخليته لما أراد تباعدي فلو أن كفي لم تردني أبنتها ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي ألا قبح الرحمن كل مماذق يكون أخا في الخفض لا في الشدائد ثم التفت إلي فقال: أتحسن مثل هذا فقلت: أحسن خيرا منه فقرأت (إِذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ * وَإِذَا النّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيّرَتْ) [التكوير 1: 3] فجعل الشيخ يبكي فلما انتهيت إلى قوله تعالى (وَإِذَا الصّحُفُ نُشِرَتْ) [التكوير: 10]