فما الظن بمحبوب لك تحبه حباً شديداً وأسره عدوك وحال بينك وبينه وأن تتعلم أن العدو سيسومه سوء العذاب ويعرضه لأنواع الهلاك وأنت أولى به منه وهو غرسك وتربيتك ثم إنه انفلت من عدوه ووافاك على غير ميعاد فلم يفاجئك إلا وهو على بابك يتملقك ويترضاك ويمرغ خديه على تراب أعتابك فكيف يكون فرحك به وقد اختصصته لنفسك ورضيته لقربك وآثرته على ما سواه، هذا ولست الذي أوجدته وخلقته وأسبغت عليه نعمك والله عز وجل هو الذي أوجد عبده وخلقه وأسبغ عليه نعمته وهو يحب أن يتمها عليه.
(أمور تعين على التوبة:
أخي الحبيب .. لقد جعل الله في التوبة ملاذاً مكيناً وملجأً حصيناً، يلجه المذنب معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً على فعله، غير مصر على خطيئته، يحمي بحمى الاستغفار، ويرجو رحمة العزيز الغفار، إلا أنه توجد بعض العوائق في طريق سير العبد على التوبة وهاك الأمور التي تعين على التوبة جملةً وتفصيلا:
(أولاً الأمور التي تعين على التوبة جملةً:
(1) الإخلاص لله أنفع الأدوية:
(2) امتلاء القلب بمحبة الله عز وجل:
(3) المجاهدة:
(4) قصر الأمل وتذكر الآخرة:
(5) الدعاء:
(6) العلم:
(7) الاشتغال بما ينفع وتجنب الوحدة والفراغ:
(8) البعد عن المثيرات، وما يذكر بالمعصية:
(9) غض البصر:
(10) مصاحبة الأخيار:
(11) مجانبة الأشرار:
(12) النظر في العواقب:
(13) هجر العوائد:
(14) هجر العلائق:
(15) إصلاح الخواطر والأفكار:
(16) استحضار أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة:
(17) استحضار أضرار الذنوب والمعاصي:
(18) الحياء:
(19) النفس وزكاؤها وأنفتها وحميتها:
(20) عرض الحال على من يعين:
(ثانياً الأمور التي تعين على التوبة تفصيلا:
(1) الإخلاص لله أنفع الأدوية:
فإذا أخلص الإنسان لله، وصدق في طلب التوبة أعانه الله عليها، ويسره لها، وأمده بألطاف لا تخطر بالبال، ولا تدور في الخيال، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه، وتصده عن توبته،
[*] (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قَطُّ أحلى من ذلك، ولا ألذّ، ولا أمتع، ولا أطيب.
والإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحبَّ إليه، أو خوفاً من مكروه؛ فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح، أو بالخوف من الضرر.