(حديث بن عباس رضي الله عنهما الثابت في صحيح السنن الأربعة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به.

[*] (قال الشيخ بكر أبو زيد تعليقاً على هذا الحديث: ووجه الدلالة من هذا الحديث نَصيةٌ على قتل الفاعل والمفعول به، وليس فيه تفصيل لمن أحصن أو لم يحصن؛ فدل بعمومه على قتله مطلقاً (?).

(كيفية التوبة من اللواط:

لعظم هذه الجريمة المنكرة قال بعض العلماء: لا توبة للوطي، ولا يدخل الجنة؛ فهو جدير ألا يوفق، وأن يحال بينه وبينه، وكلما عمل خيراً قيض الله له ما يفسده عقوبة له؛ فلا يوفق لعلم نافع، ولا عمل صالح، ولا توبة نصوح (?).

والصحيح في هذه المسألة أن للوطي توبة إذا تاب؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعاً، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الخلاف في توبة اللوطي: =والتحقيق في المسألة أن يقال: إذا تاب المبتلى بهذا البلاء، وأناب، ورزق توبة نصوحاً، وعملاً صالحاً، وكان في كبره خيراً منه في صغره، وبدل سيئاته حسنات، وغسل عار ذلك عنه بأنواع الطاعات والقربات، وغض بصره، وحفظ فرجه عن المحرمات، وصدق الله في معاملته فهذا مغفور له، وهو من أهل الجنة؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعاً.

وإذا كانت التوبة تمحو كل ذنب حتى الشرك بالله، وقتل أنبيائه، وأوليائه، والسحر، والكفر، وغير ذلك فلا تَقْصُر عن محو هذا الذنب.

وقد استقرت حكمة الله تعالى به عدلاً وفضلاً أن التائب من الذنب كم لا ذنب له، وقد ضمن الله سبحانه لمن تاب من الشرك، وقتل النفس، والزنا أنه يبدل سيئاته حسنات.

وهذا حكم عام لكل تائب من كل ذنب، وقد قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]

فلا يخرج من هذا العموم ذنب واحد، ولكن هذا في حق التائب خاصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015