[*] قيل أن راهباً يُسمى برصيصاً كان يعبد الله ستين سنة، وأن الشيطان أراد أن يغويه فما استطاع، فعمد الشيطان إلى امرأة فأجنها وكان لها أخوة فقال الشيطان: لإخوتها عليكم بهذا القُس، فيداويها، فجاءوا بها إليه فداواها وكانت عنده، فبينما هو يوماً عندها إذ أعجبته فأتاها فحملت، فعمد إليها فقتلها، فجاء إخوتها فطلبوها، فقال الشيطان للراهب أنا من عمل بك هذا لأنك أتعبتني، فأطعني أنقذك منهم، فاسجد لي سجدة، فلما سجد له، قال: إني برئ منك، إني أخاف الله. (رواها بن جرير في تفسيره

[*] وفي واقعنا وفي زماننا هذا كثيرٌ من مآسي الزناة والزواني (الجبلة النَكِدَة الذين فيهم عِوجٌ لا يُرجى اعتداله والذين لا يهناؤون، ولا يهدأ لهم بال، ولا يقر لهم حال إذا لم يرتكبوا الفاحشة)، يُحكى أن شاباً سافر إلى بلاد الكفر والفجور والفسق والسفور، من أجل الزنا وشرب الخمور، سافر هذا الشاب إلى تلك البلاد، وفي يوم من الأيام وبينما هو في غرفته ينتظر تلك العاهرة أن تأتيه، إذا بها قد تأخرت عن موعدها، وعندما أتت ودخلت عليه غرفته، شهق شهقة عالية وسجد لها، فكانت هذه السجدة هي السجدة الأولى والأخيرة في حياته، لكن لمن كانت هذه السجدة؟ وما سببها؟ وما نتائجها؟

أخي الحبيب: إنه سوء الخاتمة، أعاذنا الله من ذلك.

أين أولئك من أولئك الرجال الذين ملأ الإيمان بالله والخوف منه سبحانه ملأ قلوبهم وجوارحهم، وأين أولئك النساء عن تلكم اللاتي منعهن تقوى الله والحياء منه، وخوفهن من عذاب القبر وشدة الحساب وعظمة الوقوف بين يديه الله سبحانه، كل ذلك، فأين الخائفون من عذاب الله وسخطه ومقته وعقابه، إذ كيف يُنعم الله على هؤلاء بشتى النعم، من مأكل ومشرب وملبس، وغير ذلك من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ثم يستغلون هذه النعم في معصية الخالق المنعم تعالى وتقدس، فبدل أن يقابلوا هذه النعم وهذا الإحسان بالشكر والعرفان لله جل وعلا، قابلوا ذلك كله بالكفر والعصيان وارتكاب المعاصي والآثام، بدلوا نعمت الله كفراً وأحلوا أنفسهم دار البوار. أهكذا يكون جزاء هذا الإحسان، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مسألة: هل يجوز لعن بعض عصاة المسلمين؟

الجواب:

أن لعن بعض عصاة المسلمين على سبيل العموم جاءت النصوص الشرعية بلعن أصحاب بعض المعاصي على سبيل العموم والإطلاق، بذكر وصف المعصية.

ومما ورد في ذلك ما يلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015