و كل ذلك عجيب غريب في علم يجب أن يكون كبقية العلوم محرراً منقحاً على الكتاب و السنة، إن من العجيب أن قارئ كتب هذا العلم و خصوصاً التي اختص بها الصوفية يشعر أنه أمام ألغاز أنه أمام شيء وراء النصوص و ذلك ما يضيق صدر المسلم أن يقرأ ولا يفهم شيء، حين تقرأ مثلاً ولا أحيلك على هذه الكتب ولكن كمثال (التنوير في إسقاط التدوير) ماذا تعني؟!! هذه كما ذكرت ألغاز و من ثم فإني أرفض تماماً أن أحيل أي مسلم على كتاب من كتب التصوف لا يمكن و لذلك أنا أقول أن أكثر المشتغلين بهذا العلم تصوراته قاصرة مفاهيمه ضيقة كلامهم بعيد عن الواقع عن بديهيات في الإسلام ينبغي ألا تغيب عن حس مسلم فإذا بقي هذا العلم قاصراً على هؤلاء فإن في ذلك إبقاء لشباب صحوتنا المباركة الذين يريدون السير إلى الله في أجواء غير صحية فكان لابد من دعوتنا السلفية الصافية أن تحرر هذا الموضوع ـ موضوع علم القلوب ـ أن يحرر هذا الموضوع لأنه من المواضيع التي تشكل ألف باء فهم إسلام، لأن كل مسلم في الحقيقة سائر إلى الله طالما أنه يفعل ما أمره الله عز و جل به طالما أنه باحث عن الكمال المطلوب باحث عن الوصول إلى الفردوس باحث عن رضا ربه لكن هذا الباحث لابد أن يأتي الأمور من أبوابها من بداياتها لابد من معرفة المصادر و الموارد لابد أن يعرف كيف يرد و كيف يصدر لابد ـ كما أستطيع أن أسميه الآن ـ السير الكامل و من هنا خلط الذي لا يتصور أنه لا سير إلى الله إلا من خلال التصوف! خطأ كبير، نحن هنا نريد أن نرد على الصوفية الذين لا يتصورون سيراً إلى الله بدون سير على يد أهل الطريق، إن الصحابة رضوان الله عليهم و من بعدهم من هؤلاء السلف الصالحين ساروا إلى الله قبل أن تقعد قواعد علم التصوف ما كان لهم هم إلا دراسة الكتاب و السنة و تطبيق ذلك فإن لم يكن هذا سيراً فما هو السير؟! خدعوك فقالوا: السير هو التصوف!!
وأنا أخاطب أيضاً أخواننا من أهل المنهج هذا المنهج، «المنهج السلفي الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة»، الذين صارت عندهم حساسية بالغة التي أسميها ((أرتكاريا)) من كلمة تصوف دعك من هذه الكلمة لذلك كل المصطلحات الذي يذكرها أهل التصوف، تسبب عندنا حرج، فتسمع أحدهم يقول: الشيخ عنده نزعة صوفية!! لأنه يقول السير إلى الله و أحوال القلوب و الحال و المقام .. لا .. لماذا؟!