(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر رضي الله عنه أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة.

(4) تزكية النفس هذه التزكية فضل من الله ولا تكون إلا بتوفيق الله تعالى: قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ يُزَكّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكّي مَن يَشَآءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 49]

فلا يجوز للإنسان أن يغتر بما أعطاه الله بل يشكره ويعبده فضلٌ وتوفيق من الله تعالى ولربما سلب الله تعالى عونه وتوفيقه عنك فصار قلبك أخلى من جوف البعير فإن التزكية إلى الله مصروفة وعلى مشيئته موقوفة والعاقبة مَغِيْبَة قال تعالى: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُمْ مّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلََكِنّ اللّهَ يُزَكّي مَن يَشَآءُ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور: 21] فما أفقر العبد إلى الله جل وعلا في كل أموره وشؤونه.

ومن ثم ينبغي للإنسان أن يحذر من أن يمدح نفسه قال تعالى: (فَلاَ تُزَكّوَاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَىَ) [النجم: 32]

والسلف الصالح رحمهم الله كان الواحد منهم يصلي ويجاهد ويصوم ويعمل الأعمال الجليلة ومن ثم يخاف أن لا يتقبل الله منه فهذا هو حال النفوس التي قد زكت وتطهرت من أدرانها يقول الله تعالى (وَالّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60]

(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذه الآية: (وَالّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون: 60] قالت عائشة هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات.

فينبغي على العبد أن يكون ناظرا إلى عمله بعين باصره لأن هذا العمل إن لم يكن مخلصا فيه فهو وبال عليه وقد يلقي الله بصاحبه على وجهه في النار ولا حول ولا قوة إلا بالله.

(معنى تزكية النفوس:

معنى التزكية لغة: الطهارة والنماء والزيادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015