فالسلفُ الصالح اهتمُّوا بهذا الموضوع، ونحنُ أتباعهُمُ كذلك يجب أن نَهتَم بتزكية النفوس.
(معالمُ في منهج السلوك والأخلاق عند السلف:
(1) إنّ مصدر تلقي السلوك والأخلاق عند السلف الصالح هو الكتابُ والسنّة لأنَّهم أهلُ اتباعُ.
قال اللهُ تعالى (ونزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءً) [النحل: 99]، ومن ذلك الأخلاقُ. [*] (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(مسائلُ السلوكِ من جنس مسائل العقائد، كلُّها منصوصةٌ في الكتاب والسنّةِ)
[الفتاوى19/ 273]
ولا يُؤخذُ السلوكُ من الخيالات أو القياسات أو الآراءِ والمنامات كما عند الصوفية، قال ابنُ القيمّ (من أحالك على غير (أخبرنا) و (حدثنا) فقد أحالكَ إمَّا على خيالٍ صوفي، أو قياسٍ فلسفي، أو رأيٍ نفسي، فليس بعد القرآن و (أخبرنا) و (حدّثنا) إلاّ شبهاتُ المتكلمين، وآراءُ المنحرفين، وخيالاتُ المتصوفين، وقياسُ المتفلسفين، ومن فارقَ الدليل ضلَّ عن سواءِ السبيل، ولا دليل إلى الله والجنّةِ سوى الكتابُ والسنّة) [مدارج السالكين 2/ 468]
فلابد من الدليل على السلوك والأخلاق، ولا يجوزُ ابتداعُ طرقٍ لتزكية النفوس غير الطرق الشرعية.
(2) من معالم السلف في السلوك: موافقةُ النصوص الشرعيةِ لفظاً ومعنى:
فيتأدبون مع المصطلحات الشرعية الدينية، ويستمسكون بألفاظها ومعانيها، ويحقِّقُون حدوَدها وتعريفاتِها علماً وعملاً،
[*] (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(الألفاظ التي جاء بها الكتابُ والسنّةُ علينا أن نتبّع ما دلت عليه مثل لفظ الإيمان والتقوى والإحسان والتوكل والحب لله) [الفتاوى 11/ 25]،
وقال أيضاً (وأما الألفاظُ التي ليست في الكتاب والسنّة ولا تقفَ السلف على نفيها أو إثباتها، فهذه ليس على أحدٍ أن يوافقَ من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده فإن أراد بها معنىً يوافقُ خبرَ الرسول أقرَّ به، وإن أراد بها معنى يخالفُ خبرَ الرسولِ أنكره)
[الفتاوى 12/ 114]
إنَّ أربابَ الطرقِ الصوفيةِ قد أحدثُوا ألفاظاً مجملةً في السلوك كالتصوفِ والغناء والفقر ونَحوها، وهذه الألفاظ عموماً لا تخلوا من مخالفاتٍ للكتاب والسنّةِ، إضافةً إلا ما فيها من التكلُّفِ الشديد، والتعقيد في الألفاظ والمعاني)،
[*] (قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: