وهي كثيرة كالخيلاء .. والفخر .. والكبر .. والغرور .. هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة .. أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة .. هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب .. كانت حجاباً بين قلب العبد وبين الرب.
ذلك أن الطريق إلى الله إنما تُقْطَعُ بالقلوب .. ولا تُقْطَعُ بالأقدام .. والمعاصي القلبة قطاع الطريق.
قال ابن القيّم رحمه الله: وقد تستولي النفس على العمل الصالح .. فتصيره جنداً لها .. فتصول به وتطغى .. فترى العبد: أطوع ما يكون .. أزهد ما يكون .. وهو عن الله أبعد ما يكون .. ) فتأمل .. !!
كالسرقة .. وشرب الخمر .. وسائر الكبائر ..
{تنبيه}: (يجب أن نفقه في هذا المقام .. أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار .. والإصرار هو الثبات على المخالفة .. والعزم على المعاودة .. وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة:
(1) بالإصرار والمواظبة:
مثاله: رجل ينظر إلى النساء .. والعين تزني وزناها النظر .. لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج .. ولكن مع الإصرار والمواظبة .. تصبح كبيرة .. إنه مصر على ألا يغض بصره .. وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات .. فلا صغيرة مع الإصرار.
(2) استصغار الذنب:
مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله .. التدخين حرام .. ولقد كبر سنك .. يعني قد صارت فيك عدة آفات: أولها: أنه قد دب الشيب في رأسك. ثانياً: أنك ذو لحية. ثالثاً: أنك فقير.
فهذه كلها يجب أن تردعك عن التدخين .. فقال: هذه معصية صغيرة.
(3) السرور بالذنب:
فتجد الواحد منهم يقع في المعصية .. ويسعد بذلك .. أو يتظاهر بالسعادة .. وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب .. فتراه فرحاً بسوء صنيعه .. كيف سب هذا؟؟ .. وسفك دم هذا؟ .. مع أن (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر} كما في الحديث الآتي:
(حديث ابن مسعود في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة .. وكيف استطاع أن يشهر بها .. مع أن الله يقول: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم [النور:19]
انتبه .. سرورك بالذنب أعظم من الذنب.
(4) أن يتهاون بستر الله عليه: