(3) الرقائق تقوي الإيمان الذي يعين المسلم على الثبات في مواجهة الشهوات، ومن المعلوم أن الشهوات سببت ضعف إيمان كثير من المسلمين.
(4) أن مخاطبة العقل وحده قد لا تكفي ما لم تكن ممزوجة بإثارة العاطفة، إذ إن مخاطبة العقل وحده قد لا تنتج إلا معلومات نظرية جافة لا حياة فيها، أما مخاطبة العقل والعاطفة فتؤدي إلى الإقناع والتطبيق العملي.
(5) الرقائق تجدد الإيمان في القلب.
(6) طلبة العلم والدعاة بحاجة إلى الرقائق، وذلك لما يلي:
أ- العناية بالرقائق تجنب طالب العلم بإذن الله الإصابة فإنه تصيبه في مقتل، كآفة العجب أو الحسد أو الهوى أو غيرها.
ب- طالب العلم والدعية يدعو الآخرين إلى طاعة الله والإنابة إلى الله والإخبات إليه والخشوع والخضوع مما يجعل هذه الأمور لابد من توفرها في هذا الداعية إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه والذي يوفر هذه الأشياء في نفس الداعية الرقائق.
ج- طالب العلم والداعية قدوة للآخرين فيستفيدون منه والاستفادة من فعله أبلغ من الاستفادة من قوله، لذا لابد أن يكون رقيق القلب، وقد كان السلف يعنون عند طلبهم للعلم بانتقاء الشيخ الذي يتعلمون منه ويأخذون عنه فينظرون إلى عبادته وهديه وسمته فإن أحسن هذه الأشياء أخذوا عنه وإلا تركوه.
د- الداعية يتعرض للامتحان والابتلاء والذي يعينه على الثبات بإذن الله الرقائق.
لقد اعتنى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يُرَقِّقُ قلوبَ أصحابه ويدفعهم للامتثال، بل وجدوا منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدوة عملية في ذلك، إذ كان أرقهم قلباً وأشدهم خشيةً لله وخوفاً منه، وأحرصهم على ما يُرَقِّقُ قلبه، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعيذ من قلب لا يخشع، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد. (