«فيا أيها الناظر فيه لك غُنمه وعلى مؤلفه غُرمه ن ولك صفوه وعليه كَدره، وهذه بضاعته المزجاة تُعْرَضُ عليك وبناتُ أفكاره تزف إليك، فإن صادفت كفؤا كريما لم تعدم منه أمساكاً بمعروف أو تسريحاً بإحسان، وإن كان غيره فالله المستعان، وما كان منه من صواب فمن الواحد المنان وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله برئ منه ورسوله وأنا راجعٌ عنه بإذن الله، هذا والله أسأل أن أن يُعلِّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما عَلَّمنا، وأن يزيدنا عِلمًا، وأن يجعل هذا الكتاب حجةً لنا لا علينا وأن يتقبله عنده بقبولٍ حسن وأن ينفع به من انتهى إليه إنه خير مسئول وأكرم مأمول، وأن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم وسبباً لنيلِ جناتِ النعيم وأن يعصمني وقارئه من الشيطان الرجيم، كما أسأله سبحانه الله أن يحملنا على فضله ولا يحملنا على عدله إنه سبحانه على من يشاءُ قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه»
أبو رحمة / محمد نصر الدين محمد عويضة
المدرس بالجامعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة فرع مدركة ورهاط وهدى الشام
22/ 10/1418 هجرية
{كتاب الرقائق}
الرقائق التي نتكلم عنها ـ وتسمى الرقاق أيضا والمعنى واحد ـ: جمع رقيقة وهي ما تحدث في القلب رقة، والرقة: الرحمة واللين. قال الراغب: متى كانت الرقة في نفس فضدها القسوة كرقيق القلب وقاسي القلب.
(للكلام على الرقائق أسباب جوهرية أهمها ما يلي:
(1) أن الرقائق من العلم وليست خارجة عن دائرة العلم كما يعتقده بعض الناس.
(2) إقبال الدنيا وتزينها في هذا العصر حتى أصبحت هم الناس.
(3) حاجة الناس لما يرقق قلوبهم ويزيل عنهم الغشاوة و القساوة.
(4) أهمية هذا الموضوع في هذا الزمن المادي الذي يقدس الأساس التحليلي والإقناع العقلاني.
(5) إغفال هذا الموضوع من قبل الملتزمين؛ وذلك راجع إلى:
(6) اعتقاد أن مثل هذا الموضوع شأن العامة أو المبتدئين من الملتزمين، وأما الملتزم
منذ زمن فعليه بالأشياء الأخرى كالمناقشات الفكرية ونحوها.
(7) اعتقاد أن الكلام في هذا الموضوع أو الاهتمام به من شأن الصوفية.
(8) أن هذا العصر عصر مادي يحتاج إلى الإقناع العقلاني ولا يهتم بالعاطفة.