رأيتُ أنني ذهبت إلى منزل الشيخ المعروف في " عنيزة " كعادتي ورأيت منزلا غير الذي أعرفه؛ رأيت قصراً ضخماً لا أستطيع أن أصف لكم ما به من زينه وجمال؛ لأنه يفوق ما نعرفه، ودخلت القصر ورأيت الشيخ أمامي في أحسن حال وأجمل صورة، أطول من قامته المعروفة، وفي صحة كاملة فرحب بي فجعلت أبكي وأقبِّله عن يمينه وشماله حتى هدأ روعي، ثم أخذني وخرجنا من القصر وإذ أنا أمام الحرم المكي؛ الناس تصلي وإذا بمجنزرات ضخمة لم تُصنع حتى الآن تهدم البيوت المجاورة للحرم الشريف من أجل توسعة الحرم، ثم دخلنا القصر وذهبنا إلى المجلس فوالله لا ترى آخره وفيه من النمارق والفرش والزينة مالا يتخيله أحد، ثم ذهبت أقضي حاجةً للشيخ طلبها لنفسه، ومن حبي للشيخ ترنمت بأبيات أمدحه فيها، وإذ هو يسمعني فضحك.
فتنبهت من نومي، وسألتُ أهل العلم في هذا الحلم فأفادوا: أن الشيخ إن شاء الله وجد من الله الجزاء الحسن، وأن التوسعة حول الحرم إنما يدل على انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم.
هذا ما سمعته بأذني من الشيخ في خطبة الجمعة 12 يناير رحمه الله شيخنا ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته، وغفر الله لشيخنا عبد العزيز الفوزان وأطال الله في عمره. أ. هـ
مقال كتبته قبل وفاة الشيخ
وقد كتبتُ مقالاً قبل وفاة الشيخ بنحو ستة أشهر - وذلك لما ذهب الشيخ - رحمه الله - للعلاج في " أمريكا " -، أرى أن فيه فائدة أجعله في أواخر كتابتي هذه:
" أعَلَى مثل مشايخنا: ابن باز والألباني وابن عثيمين نبكي؟ فلنبكِ على أنفسنا "!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فإن كان منَّا بكاء فليكن على أنفسنا، لا على مشايخنا وأئمتنا؛ ذلك أنهم لقوا ربهم وقد قدموا لأنفسهم ما يفرحون به.
فالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مات وقد نصر العقيدة السلفية، وبيَّن المنهج الحق الواضح، وألَّف عشرات الرسائل، وأفتى آلاف الفتاوى، وله مئات الأشرطة العلمية النافعة، مات وقد حج أكثر من خمسين حجة وأضعافها من العُمَر، ومئات الطلبة النابغين النابهين، مات وأمامه شفاعات شفع فيها لمستحقيها، وأموال قدَّمها لمحتاجيها، وعمل خير لا يمكن إحصاؤه ها هنا.
أمثل هذا يُبكَى عليه؟؟
وشيخنا الألباني رحمه الله نصرَ السنة، وقمع البدعة، وأوضح المحجة، وبيَّن صحيح السنَّة مِن ضعيفها، وألان للناس الحديث، وله عشرات الكتب النافعة، وآلاف الأشرطة العلمية الشرعية.
أمثل هذا يُبكَى عليه؟؟