* *

الفتنة والاعتزال:

ومضت أعوام تحركت خلالها الفتنة، وافترى قوم على ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقتلوه ظلماً وعدواناً، وافترق المسلمون بعده، وسل المسلمون سيوفهم في وجوه بعض.

وتذكر محمد بن مسلمة وصية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمل سيفه واتجه نحو أُحد فضرب به الصخر حتى كسره، ثم عاد إلى بيته واتخذ لنفسه سيفاً من خشب، وكأنه يقول: ليت هذه السيوف التي يقتتل بها المسلمون تنقلب خشباً.

واعتزل محمد بن مسلمة الناس إلى أن مات في المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وذلك سنة ست وأربعين من الهجرة عن عمر يقارب السابعة والسبعين.

رحم الله فارس نبي الله، وقائد الحرس النبوي، وجعل في المسلمين اليوم رجالاً كمحمد بن مسلمة، فما أحوجنا إلى أمثاله رضي الله عنه وأرضاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015