قال: إنه ما من سرية لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تخفى عليّ، إما أن أكون فيها أو أن أعلمها حين خرجت.
قال آخر من أبنائه: إنا لنعلم يا أبي أنك كنت ملازماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانك امرؤ كاتب، والكاتبون على عهدكم قليل، فهل كتبت شيئاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قال: نعم يا أبنائي، لقد كنت ممن شهد على وثيقة صلح الحديبية، كما شهت على الكتاب الذي أرسله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوفد ثمالة والحدّان في عُمان، كما شهدت على كتاب الرسول الأمين إلى زُميل بن عمرو من بني عذرة كما كتبت كتاب رسول الله – عليه السلام – إلى مهري بن الأبيض من أهل مهرة.
قال ولده: ما دمت حضرت الحديبية فإنا نحب أن نعرف ماذا فعلت فيها بالإضافة إلى شهادتك على كتاب الصلح؟
قال: عندما وصلنا الحديبية وصلت الأخبار إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن قريشاً تستعد للحرب، وأنتم تعلمون أننا كنا نقصد العمرة ولا نريد قتالاً، ولكنا كنا دائماً على استعداد للحرب، لا نغفل عن ذلك أبداً، فقد كانت هذه توصيات رسول الله لنا، فعندما علم الرسول استعداد قريش للحرب أعد ثلاث فرق للحراسة والاستطلاع حتى لا نفاجأ بالعدو، وقد شرفني الرسول الكريم بأن أكون قائداً لفرقة منها،