وعلى الرغم من كل ما بذلت قريش لتصد عن سبيل الله، إلا أن نفراً من اليثربيين استمعوا للرسول، فما كان منهم إلا أن بادروا بالاسلام، فهم قد سمعوا من يهود عن نبي يرسل بالدين الحنيف، وكانوا يتوعدونهم به، فكان من همتهم وفطنتهم، ومما أكرمهم الله به، أن سبقوا إليه وآمنوا به، وبايعوا رسول الله، وواعدوه الموسم من العام المقبل، يلقونه فيه، وقد دعوا قومهم إلى الإيمان، وجاؤوا بغيرهم لمبايعة رسول الإسلام.

* *

الدخول في الإسلام:

وعاد المؤمنون إلى يثرب، ونشطوا بالدعوة للدين الحنيف، ولاقوا من أهل يثرب الاستجابة الحسنة، وبادر الكثير من الشباب إلى الايمان بالإسلام، وكان من بين هؤلاء الشباب عبد الله بن أنيس.

ونما المجتمع الإسلامي في يثرب نمواً سريعاً، وكان عبد الله بن أنيس واحداً ممن عملوا على نمو الجماعة المسلمة بما بذله من جهد وما أبداه من نشاط في الدعوة إلى الله، لقد خالطت بشاشة الاسلام قلبه، وملكت عليه لبه، فلم يعد في حياته غير هذا الدين وحبه، وغير هذا الرسول وربه، فمضى بشبابه الوثاب يبني لبنة في صرحه، ويساهم في إرساء أسسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015