مرض الوليد وموته:
ومرض الوليد بن الوليد بن المغيرة مرضاً شديداً، وأحس بدبيب الموت يسري في جسده، وعاده رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقال له الوليد: يا رسول الله، حُسِرت، وأنا ميت، فكفني في فضل ثوبك واجعله مما يلي جلدك. .
ومات الوليد من ليلته، وكفنه رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في قميصه.
ودخل رسول الله على أم المؤمنين أم سلمة، وهي ابنة عم الوليد، فنعاه إليها.
قالت أم سلمة – رضي الله عنها –: جزعت حين مات الوليد بن الوليد جزعاً لم أجزعه على ميت، فقلت: لأبكين عليه بكاء تحدث به نساء الأوس والخزرج، وقلت: غريب توفي في بلاد غربة، فاستأذنت رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فأذن لي بالبكاء، فأنشأت أقول:
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة
قد كان غيثاً في السنين، ورحمه فينا منيرة
ضخم الدسيعة ماجداً، يسمو إلى طلب الوتيرة
مثل الوليد بن الوليد ابي الوليد كفى العشيرة
فلما سمعها رسول الله – عليه السلام – قال لها: لا تقولي هكذا يا أم سلمة، ولكن قولي: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد.
وتجمعت نساء الأنصار في بيت أم سلمة، وأخذن في البكاء على الوليد، ولما ارتفعت أصواتهن ووصلت الى مسامع الرسول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال لمن حوله من الصحابة: ما اتخذوا الوليد الا حنانا.
رضي الله عنه الوليد بن الوليد بن المغيرة ومن دخل الإسلام من ذويه بني مخزوم. . .
"