وتكسوها قريش مجتمعة سنة أخرى حتى سُمي بينهم بالعِدْل. . أي أنه يعدل قريشاً كلها مالا. . . ثم كيف لا يرى نفسه سيد قريش وكبيرها وقد آتاه الله ولداً يصول بهم ويجول بين رجال قريش وقبائلها. . . فقد كان له من الأولاد: خالد بن الوليد، وعمارة بن الوليد، وابو قيس بن الوليد، وهشام بن الوليد، والوليد بن الوليد.
وعندما عرض رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الاسلام على قريش فزع الناس إلى الوليد يسألونه الرأي، فما كان منه إلا أن قال لهم قبل أن يسمع للرسول وقبل أن يستمع إلى القرآن: أينزل الوحي على محمد واترك أنا كبير قريش وسيدها ويترك أبو مسعود سيد ثقيف. . ونحن عظيما القريتين!
وقد حكى لنا القرآن الكريم قصة الوليد هذه ورد عليها فقال: " وقالوا: لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، اهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سُخْرياً، ورحمه ربك خير مما يجمعون " (?) .
كانت هذه ردة الفعل الأولى لدى الوليد بن المغيرة. . انه لا يقبل أن ينزل القرآن على فتى يتيم فقير في قريش ويترك هو كبير القوم واكثرهم مالاً وولداً. . .
ولكن. . هل يتراجع الوليد عن هذا الموقف عندما يقابل الرسول ويستمع إليه؟
لقد كانت الفصاحة في قريش، وكان الوليد على درجة عالية من الفصاحة والتذوق للفصيح، ولكنه كان يتحاشى أن يستمع