جاء عروة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله دعني أذهب إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام، لعل الله يكرمني فيسلموا بدعوتي.

قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنهم قاتلوك "!

فقال: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من ابكارهم، فدعني أذهب إليهم.

وذهب عروة إلى الطائف وصعد إلى علّيّة له وأشرف منها على قومه ودعاهم إلى الإسلام، فما استمعوا إليه وما التفتوا إلى ما يقول، بل رموه بسهامهم فقتلوه.

كان عمرو بن أميه يستمع إلى خيبر مقتل عروة عندما فكر أن يغامر ويذهب بنفسه لدعوة ثقيف إلى الإسلام، واستأذن رسول الله بذلك ثم وجه راحلته نحو الطائف.

ما الذي يدور في ذهن أبي أمية وهو يتوجه إلى قوم لم يخضعهم الحصار، ولم يقنعهم رجل من أحب الناس إلى قلوبهم، بل عمدوا إلى سهامهم فقتلوه بها؟

ماذا سيفعل عند قوم بينه وبين زعمائهم خصومات جاهلية ربما زادها عمقاً اتباعه دين الحق وبقاؤهم على دين الضلال والشرك؟

لقد فكر عمرو في أمر عروة، لا شك أنه أخطأ اذ قام يدعو إلى الاسلام في ملأ من الناس، وفيهم الرعاع والسفهاء وأوشاب الناس، فلم يتمالكوا أن اعتدوا عليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015