.. غلت ناب كليب بواؤها

ومعنى التعجب: تعظيم الأمر في قلوب السامعين؛ لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله، وأسند إلى {أَن تَقُولُوا} ونصب {مَقْتًا} على تفسيره، دلالة على أن قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه، لفرط تمكن المقت منه؛ واختير لفظ المقت لأنه أشد البغض وأبلغه ........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنازع فيه "أفصح" و"أبلغ"، وقوله: "قصد" إلى آخر الفصل بيان لبلاغته وفصاحته.

قوله: (غلت ناب كليب بواؤها)، أوله:

وجارة جساس أبانا بنابها .... كليبًا

أي: ما أغلى نابًا بواؤها كليب! البواء: السواء، والناب: الناقة المسنة، ومضى شرح البيت غير مرة. ومثاله في "المطلع": عظم البطن بطنك، ومؤداه: ما أعظم البطن بطنك.

قوله: (ومعنى التعجب: تعظيم الأمر)، الراغب: التعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ويقال لما لم يعهد مثله: عجب.

قوله: (ونصب {مَقْتًا} على تفسيره)، أي: على تفسير {أَن تَقُولُوا} وقيل: على تفسير هذا الكلام، أعني: كبر أن تقولوا؛ لأن هذا تمييز عن النسبة، ولا يحسن أن يعود الضمير إلى {أَن تَقُولُوا}، لأن التمييز ليس عنه، والأول هو الظاهر، لأن الضمير في "أسند" عائد إلى {كَبُرَ} أي: قصد في كبر التعجب من غير لفظه، وأسند إلى {أَن تَقُولُوا} ونصب {مَقْتًا} على تفسير {أَن تَقُولُوا} ليؤذن بالإبهام، والتفسير: أن قولهم ذلك مقت خالص، وإليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015