وسمي الظل «تبعًا» لأنه يتبع الشمس.
فإن قلت: ما معنى قوله: {أَهُمْ خَيْرٌ}، ولا خير في الفريقين؟ قلت: معناه: أهم خير في القوّة والمنعة، كقوله تعالى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ} [القمر: 43]، بعد ذكر آل فرعون. وفي تفسير ابن عباس رضي الله عنه: أهم أشدّ أم قوم تبع؟
[{وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ * ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} 38 - 42]
{وَما بَيْنَهُما} وما بين الجنسين، وقرأ عبيد بن عمير: "وما بينهن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وسمي الظل "تبعًا"): قالت سلمى الجهنية ترثي أخاها أسعد:
يرد المياه حضيرةً ونفيضة .... ورد القطاة إذا اسمأل التبع
أي: الظل، ويسمى الدبران: التبع؛ لأنه يدبره، الخضيرة: الأربعة والخمسة يغزون، والجمع: الحضائر، والنفيضة والنفض: الجماعة يبعثون في الأرض لينظروا هل فيها عدو أو خوف، واسمأل: أي: ضمر.
قوله: ({وَمَا بَيْنَهُمَا} وما بين الجنسين"): قال القاضي: "وهو دليل على صحة الحشر، كما مر في "الأنبياء" وغيرهم، وقوله: {إِلَّا بِالْحَقِّ} أي: بسبب الحق الذي اقتضاه الدليل من الإيمان والطاعة".
?