وقضى بينهم بالحق، وقالوا: الحمد لله على قضائه بيننا بالحق، وإنزال كل منا منزلته التي هي حقه.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة، وأعطاه الله ثواب الخائفين الذين خافوا". وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والرضوان، والثاني للتفرقة بينهما بحسب الأبدان: فريق في الجنة وفريق في السعير، فتكون الآية كالتتميم بالنسبة إلى الأولى في إتمام القضاء، وعلى الثاني كالتكميل؛ لأن ذلك القضاء في حق بني آدم، وهذا في حق الملائكة، ويؤيد التأويل الثاني: تكرير التحميد في الآيتين. فإن قلت: إنما يستقيم هذا في حق المؤمنين الذين قضي لهم بالجنة، وأما الكافرون الذين قضي لهم بالنار فكيف يحمدون عليه؟ قلت: بحمل الجميع على المجاز، بأن يراد بالعباد المؤمنين، أو أن يقصد بالحمد المدح على قضائه بالحق والقسط، كما يرى الظالم المنصف إذا استوفى الحاكم العادل منه حق جنايته، فإنه قد يأخذ في مدحه، وإليه الإشارة بقوله: "وإنزال كل منا منزلته التي هي حقه".

قوله: (وعن عائشة رضي الله عنها)، الحديث من رواية الترمذي عنها: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل".

تمت السورة

حامدًا لله تعالى ومصليًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015