وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، فاستعفيت، فأبوا إلا المراجعة والاستشفاع بعظماء الدين وعلماء العدل والتوحيد.
والذي حداني على الاستعفاء على علمي أنهم طلبوا ما الإجابة إليه علي واجبة؛ لأن الخوض فيه كفرض العين؛ ما أرى عليه الزمان من رثاثة أحواله، وركاكة رجاله، وتقاصر هممهم عن أدنى عدد هذا العلم، فضلاً أن تترقى إلى الكلام المؤسس على علمي المعاني والبيان،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجعل الإملاء مظروفاً للكشف، ومكاناً له. المعنى: لا يتجاوز الإملاء الكشف، فالكشف هو المملى.
قوله: (فاستعفيت)، أي: طلبت الإعفاء، عطف على "اجتمعوا"، والاستثناء في قوله: "إلا المراجعة" مفرغ. وفي "أبوا" معنى النفي.
قوله: (لأن الخوض فيه)، إما علة "طلبوا"، أي: طلبوا مني المملى؛ لأن خوضي فيه كفرض العين، أو علة "واجبة".
قوله: (رثاثة أحواله)، الأساس: رجل رث الهيئة، وكلام رث: غث سخيف.
الجوهري: فلان في هيئته رثاثة، أي: بذاذة.
قوله: (عدد هذا العلم)، الجوهري: العدد: جمع عدة. وهي الاستعداد. والعدة أيضاً: ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح.
قوله: (فضلاً)، مصدر فعل محذوف، وهو حال من "هممهم" أي: تفضل فضلاً، أي: تجاوز تجاوزاً. يستعمل هذا في موضع يستبعد فيه الأدنى ويراد به استحالة ما فوقه؛ ولهذا يقع بين كلامين متغايرين معنى نحو "لكن".