نفسه. وقرئ: (إما ترئنهم)، بالهمز مكان تريني، كما قرئ: (فإما ترئن)] مريم: 26 [، و (لترؤن الجحيم)] التكاثر: 6 [. وهي ضعيفة. وقوله (رَبِّ) مرتين قبل الشرط وقبل الجزاء، حث على فضل تضرع وجؤار. كانوا ينكرون الموعد بالعذاب ويضحكون منه واستعجالهم له لذلك، فقيل لهم: إن الله قادر على إنجاز ما وعد إن تأملتم، فما وجه هذا الإنكار؟
] (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) [
هو أبلغ من أن يقال: بالحسنة السيئة، لما فيه من التفضيل، كأنه قال: ادفع بالحسنى السيئة.
والمعنى: الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه: كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة. وهذه قضية قوله (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وعن ابن عباس: ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وهي ضعيفة)، قال المصنف: ربما حملتهم فصاحتهم على أن يهمزوا ما ليس بمهموز، فقالوا لبأت بالحج. وتحقيقه أن الهمز يواخي حروف اللين في أن بعضها ينقلبُ إلى بعض.
قوله: (وهذه قضية قوله: (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))، يعني: كل هذه التقادير من الصفح عن الإساءة، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان، وبذل الاستطاعة فيه، يعطيه خاصية هذا التركيب ما ذكر الزمخشري يقتضي المفاضلة بين الحسنة والسيئة، ولا اشتراك بينهما، والمراد أن الحسنة في باب الحسنات أزيدُ من السيئة في باب السيئات، فتجيء الحسنة فيما هو أعم، كقولك: العسل أحلى من الخل، أي: هو في أصناف الحلاوة أجودُ من الخل في أصناف الحامضة، لا لاشتراك بينهما، ويحكي أن أشعب قال: نشأت أنا والأعمش في حجر فلان،