والإستارُ وأبو عبيد بالكسر على الابتداء. وفي حرف أبىّ: (إن الله)، بالكسر بغير واو، و: (بأن الله)، أى: بسبب ذلك فاعبدوه.
(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [مريم: 37].
(الْأَحْزابُ): اليهود والنصارى عن الكلبي. وقيل النصارى؛ لتحزُّبهم ثلاث فرق: نسطورية ويعقوبية وملكانية. وعن الحسن: الذين تحزبوا على الأنبياء لما قص عليهم قصة عيسى اختلفوا فيه من بين الناس (مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أى: من شهودهم هول الحساب والجزاء في يوم القيامة أو من مكان الشهود فيه وهو الموقف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالى))، قال أبو البقاء: ولوحدانيته أطيعوه، فعلى هذا ما بعد فاء السببية يجوز أن يعمل فيما قبلها، بخلاف الجزائية.
قوله: (والإستار) في ((الصحاح)) و ((الأساس)): الإستار بكسر الهمزة، في العدد: أربعةٌ.
قال جرير:
إن الفرزدق والبعيث وأمه ... وأبو الفرزدق قبح الإستار
وقال الكميت:
أبلغ يزيد وإسماعيل مألكةً ... ومنذراً وأباه شر إستار
والمراد منه: عاصمٌ والأعمش وحمزة والكسائي. وقيل بدل الأعمش: ابن عامر.
قوله: (وعن الحسن: الذين تحزبوا على الأنبياء)، مؤذنٌ بأن التعريف في (الأَحْزَابِ): للجنس، والمراد قومٌ معهودون لكمالهم في الاختلاف، وقريبٌ منه قوله تعالى: (وقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ) [الفرقان: 37]، وإنما كذبوه وحده، ولذلك جمع الأنبياء.
قوله: (أي: من شهودهم هول الحساب) ذكر في (مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ستة أوجه؛ لأن