عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله بما أنعم عليه في دار الدنيا، وإن مات في يوم تلاها أو ليلته، كان له من الأجر كالذي مات وأحسن الوصية".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتناول جميع ما يجب أن يُتقى منه، وما يجب أن يؤتى به من الإحسان، ومن ثم قدر المصنفُ متعلقهما جمعاً محلى باللام الاستغراقي، ومضافاً إلى المعرفة.

والمعني بهذه المعية: معية المحبة كما ورد: "فإذا أحببته كنتُ سمعه ... " الحديث.

وهذه التقوى بمنزلة التوبة للعارف، والإحسان بمنزلة السير والسلوك في الأحوال والمقامات إلى أن ينتهي إلى محو الوهم والوصول إلى مخدع الإنسان.

وأما بيانُ النظم فإن الله تعالى لما أمر حبيبه بالصبر على أذى المخالفين، ونهاه عن الحزن على عنادهم وإبائهم الحق، وعما يلحقه من مكرهم وخداعهم، علله بقوله: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) الآية، أي: لا تُبال بهم وبمكرهم؛ لأن الله وليك ومحبك وناصرك، ومبغضهم وخاذلهم، فعم الحكم إرشاداً للمحسنين المتقين اقتداء بسيد المرسلين صلوات الله عليه، وفيه تعريض بالمخالفين وبخذلانهم، كما صرح تعالى في قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) [محمد: 11].

تمت السورة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه

والله أعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015