(ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) إشارة إلى بعد ضلالهم عن طريق الحق أو عن الثواب.

(بِالْحَقِّ): بالحكمة والغرض الصحيح والأمر العظيم، ولم يخلقها عبثاً ولا شهوة.

[(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَا يُذْهِبْكُمْ وَيَاتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)].

وقرئ: "خالق السموات والأرض" (إِنْ يَشَا يُذْهِبْكُمْ) أي: هو قادرٌ على أن يعدم الناس ويخلق مكانهم خلقا آخر على شكلهم أو على خلاف شكلهم، إعلاما منه باقتداره على إعدام الموجود وإيجاد المعدوم،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (إشارة إلى بعد ضلالهم عن طريق الحق)، أي: هذا الكلام إشارة إلى أن ضلالهم قد بعد عن الطريق القويم، والمراد أنهم قد بعدوا؛ على الإسناد المجازي أو الاستعارة المكنية كما سبق قبل هذا، وفيه من المبالغات ما بلغت غايتها، وذلك من إيقاع اسم الإشارة مبتدأ، وتعريف الخبر، ووصفه بالبعد، وتوسيط ضمير الفصل.

قوله: ((بِالْحَقِّ) بالحكمة والغرض الصحيح)، الانتصاف: "هذا اعتزال خفي، سبقت أمثاله، ثم قال: (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) لأنه قادر بالذات، لا اختصاص له بمقدور دون مقدور، فإذا خلص له الداعي وانتفى الصارف يكون من غير توقف، وصرح بما كان خفياً، وما أقبح قوله عن الله تعالى: خلص له الداعي وانتفى الصارف".

قوله: (وقرئ: "خالق السماوات")، حمزة والكسائي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015