. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيء بالبصر والبصيرة، وجعل الحلم عبارة عما كان من الشيطان، لأن أصل الكلمة لم يستعمل إلا فيما يخيل إلى الحالم في منامه من قضاء الشهوة مما لا حقيقة له.
وقلت: لعله رحمة الله أراد بقوله: "ولم يهتد غليها حكيم": ما عرفتها الفلاسفة؛ على ما نقله القاضي في "تفسيره": "الرؤيا: انطباع الصورة المنحدرة من أفق المتخيلة إلى الحس المشترك، والصادقة منها إنما تكون باتصال النفس بالملكوت، لما بينهما من التناسب، عند فراغه من تدبير البدن أدنى فراغ، فتتصور بما فيها مما يليق من المعاني الحاصلة هناك، ثم إن المتخيلة تحاكيه بصورة تناسبه، فترسلها إلى الحس المشترك، فيصير مشاهدة، ثم إن كانت شديدة المناسبة لذلك المعنى؛ بحيث لا يكون التفاوت إلا بأدنى شيء، استغنت الرؤيا عن التعبير".
والذي يؤيد قول الإمام التوربشتي ما روينا عن البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة"، وزاد بعضهم: "فإنه لا يكذب"، قال محمد بن سيرين: "وأنا أقول هذه، قال: وكان يقال: والرؤيا ثلاثة: حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله"، هكذا ورد في "جامع الأصول". وإنما خص صلوات الله عليه رؤيا المؤمن، وجعلها جزءاً من أجزاء النبوة، ونص الأعداد، لئلا يشرع