والعثي في الأرض نحو السرقة والغارة وقطع السبيل. ويجوز أن يجعل التطفيف والبخس عثيا منهم في الأرض.
(بَقِيَّتُ اللَّهِ) ما يبقى لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بشرط أن تؤمنوا، وإنما خوطبوا بترك التطفيف والبخس والفساد في الأرض وهم كفرة بشرط الإيمان.
فإن قلت: بقية الله خير للكفرة، لأنهم يسلمون معها من تبعة البخس والتطفيف، فلم شرط الإيمان؟ .......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بالكسر- مكساً، وماكس مماكسة ومكاساً، والمكس أيضاً: الجباية، والماكس: العشار".
قوله: (والعثي في الأرض: نحو السرقة والغارة)، الراغب: "العثي والعيث: يتقاربان، نحو: جذب وجبذ، إلا أن العيث أكثر ما يستعمل في الفساد الذي يدرك حساً، والعثي فيما يدرك حكماً، يقال: عثي يعثى عثياً، ومنه: (وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة: 60] ".
قوله: (بشرط أن تؤمنوا، وإنما نهوا عن التطفيف والبخس ... - وهم كفرة- بشرط الإيمان)، الانتصاف: "المعتزلة يزعمون أن الكفار لا يخاطبون بالفروع، أمراً ولا نهياً، وهذه الآية تدل على خطابهم بما يشترط فيه الإيمان، وقد أقرها الزمخشري على ذلك".
قوله: (فإن قلت: بقية الله خير للكفرة): فيه رمز خفي إلى مذهبه، يعني: أن المستحسنات المعقولة لا يتوقف حسنها على انضمام الإيمان، فإن الاحتراز عن رذائل الأخلاق حسن في نفسه. وخلاصة الجواب: أنها وإن كانت مستحسنة عقلاً، لكن لا تقع