وقيل: قالوا لكل من كان له تجارة في العير: أعينوا بهذا المال على حرب محمد، لعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصيب منا ببدر، وقيل: نزلت في أبى سفيان، وقد استأجر ليوم أحد ألفين من الأحابيش سوى من استجاش من العرب، وأنفق عليهم أربعين أوقية، والأوقية: اثنان وأربعون مثقالا.

(لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) أي كان غرضهم في الإنفاق الصدّ عن أتباع محمد، وهو سبيل الله، وإن لم يكن عندهم كذلك، (ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) أي تكون عاقبة إنفاقها ندماً وحسرة، فكأنّ ذاتها تصير ندما وتنقلب حسرة، (ثُمَّ يُغْلَبُونَ) آخر الأمر، .........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

قوله: (الأحابيش)، الأساس: "هم فرق مختلفة من قبائل شتى حلفاء لقريش، تحالفوا عند جبل يسمى: حبيشاً، ويقال: عندي أحبوش منهم، أي: جماعة".

قوله: (وإن لم يكن عندهم كذلك): يعني: قيل: (لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، وإن لم يكونوا يعتقدون أن الذي يحاولونه صد عن سبيل الله، بل اعتقدوا أنه صد عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وفائدته التنبيه على غباوتهم وجهلهم، يعني: صدهم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو صد عن سبيل الله، وأنهم غافلون عنه، واللام في (ليَصُدُّوا) لام الصيرورة.

قوله: (فكأن ذاتها): يعني: الظاهر أن يُقال: ثم تكون عاقبة إنفاقها حسرة، فأنث الفعل ليعود الراجع إلى الأموال، فتصير نفس الأموال حسرة، مبالغة.

قوله: (وتنقلب حسرة): أي: الأموال أو النفقة، وتحقيق المعنى أن قوله: (فَسَيُنفِقُونَهَا) جواب عما تتضمنه الموصولة مع صلتها من معنى الشرط، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ) [البروج: 10].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015