(وحقيقٌ علي أن لا أقول)، وهي قراءة نافع، و"حقيقٌ أن لا أقول" وهي قراءة عبد الله، "وحقيقٌ بأن لا أقول"، وهي قراءة أُبيّ وفي المشهورة إشكال، ولا تخلو من وجوهٍ:

أحدها: أن تكون مما يقلب من الكلام لأمن الإلباس، كقوله:

وَتَشْقَى الرِّمَاحُ بِالضَّيَاطِرَةِ الْحُمْرِ

ومعناه: وتشقى الضياطرة بالرماح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (ولا تخلو)، أي: لا تخلو صحة القراءة المشهورة من وجوه:

أحدها: أن يكون من باب القلب، كقولهم: "عرضت الناقة على الحوض". فحقها: حقيق علي ألا أقول، كما عليه قراءة نافع، فقلب كما قلب في قول الشاعر:

وتلحق خيل لا هوادة بينها ... وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر

البيت لخداش بن زهير. الهوادة: الصلح والميل. والتهويد: المشي الرويد، مثل الدبيب. الضيطر: الرجل الضخم الذي لا غناء عنده. والحمر: العجم، لأن الشقرة غلبت عليهم.

قوله: (ومعناه): أي: معنى كل واحدٍ من الآية والبيت. ففيه لف ونشر.

قوله: (وهي قراءة نافع) يعني: معنى المشهورة يعود إلى قراءة نافع، وهي: "حقيق علي ألا أقول".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015