(الْمَلَأُ): الأشراف والسادة، وقيل: الرجال ليس معهم النساء، (فِي ضَلالٍ): في ذهابٍ عن طريق الصواب والحق. ومعنى الرؤية: رؤية القلب.

فإن قلت: لم قال: (لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ) ولم يقل "ضلالٌ" كما قالوا؟ قلت: "الضلالة" أخصّ من "الضلال"، فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه، كأنه قال: ليس بي شيءٌ من الضلال، كما لو قيل لك: ألك تمر؟ فقلت: ما لي تمرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبادته، فقال: (اعبدوا الله) يعني: لا تصح عبادة الله مع عبادة غيره، فكأنكم ما عبدتم الله حين أشركتم به غيره في العبادة. ثم لما أراد بيان هذا المعنى قال: (ما لكم من إلهٍ غيره) ثم أتي بقوله: (إني أخاف عليكم) مستأنفاً معللاً لدعواه، أي: إنما دعوتكم إلى ما دعوتكم، لأني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، إظهاراً للشفقة والمرحمة.

قوله: (الملأ): الأشراف والسادة): سموا ملأ لأنهم يملؤون العيون والقلوب، أو لأنهم مليئون قادرون بما يراد منهم من كفاية الأمور.

قوله: (ليس بي شيء من الضلال): روي عن المصنف أنه قال: نفى أن يكون معه طرف من الضلال، وأثبت أنه في الغاية القصوى من الهدى، حيث كان رسولاً من رب العالمين. وفيه إظهار لمكابرتهم وفرط عنادهم، حيث وصفوا من هو بهذه المنزلة من الهدى بالضلال المبين الظاهر شأنه، لا ضلال بعده.

قال صاحب "الفرائد": "جعل التاء في "الضلالة" بمنزلة التاء في التمرة والفعلة، في أنها للوحدة".

وقد قال صاحب "المجمل": "الضلال والضلالة بمعنى واحد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015