على تأويل الرحمة بالرحم أو الترحم، أو لأنه صفة موصوف محذوف، أي: شيءٌ قريب، أو على تشبيه بـ"فعيلٍ" الذي هو بمعنى: "مفعول"، كما شبه ذاك به، فقيل: قتلاء وأسراء، أو على أنه بزنة المصدر، الذي هو النقيض والضغيب، أو لأنّ تأنيث "الرحمة" غير حقيقي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (بالرحم). الرحم - بالضم -: الرحمة. قال الله تعالى: (وأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف: 81]. قوله: (أو على تشبيه بـ"فعيل" الذي هو بمعنى: "مفعول"). فإنه يستوي فيه المذكر والمؤنث، كجريحٍ وأسيرٍ وقتيل.

قوله: (كما شبه ذاك به) أي "الفعيل" الذي بمعنى "مفعول"، بالفعيل الذي بمعنى "فاعل"، فجمع: قتيل وأسير، على: قتلاء، وأسراء، كما جمع: كريم، ورحيم، على: كرماء، ورحماء. ونجيب وعليم، على: نجباء، وعلماء.

قوله: (النقيض): الجوهري: "النقيض: صوت المحامل والرحال". "والضغيب: صوت الأرنب".

قوله: (أو لأن تأنيث "الرحمة" غير حقيقي): قال صاحب "الفرائد": "المتضمن لضمير المؤنث لم يحسن تذكيره على ما قيل. فهذا الوجه بعيد".

وقال الزجاج: "إن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد. وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي. وقال الأخفش: إن الرحمة في معنى المطر"

وقال أبو البقاء: "إن الرحمة والترحم بمعنى. وقيل: هو على النسب، أي: ذات قرب. وقيل: هو "فعيل" بمعنى "مفعول". وقيل: فرق بين القريب من النسب وبين القريب من غيره".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015