عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءً بَارِداً

وإنما يطلبون ذلك مع يأسهم من الإجابة إليه حيرةً في أمرهم، كما يفعل المضطر الممتحن.

(حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ): منعهم شراب الجنة وطعامها، كما يمنع المكلف ما يحرّم عليه ويحظر، كقوله:

حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيَّ أَنْ تَطْعَمَ الْكَرَى

(فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ): نفعل بهم فعل الناسين الذين ينسون عبيدهم من الخير لا يذكرونهم به،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (علفتها تبناً وماءً باردا)، أنشد تمامه ابن قتيبة الدينوري في كتاب "مشكل القرآن" عن الفراء:

حتى شكت همالةً عيناها

وفي الحواشي أن هذا المصراع تمام قوله:

حرام على عيني أن تطعما الكرى

قوله: (نفعل بهم فعل الناسين)، يعني: أنه تمثيل، لأنه متعالٍ أن ينسى شيئاً، لكن شبه معاملته مع هؤلاء المنكرين بمعاملة من ينسى عبده من الخير، فلا يلتفت إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015