والمعنى: بعضه متشابهاً وبعضه غير متشابه، في القدر واللون والطعم. وذلك دليلٌ على التعمد دون الإهمال.
(انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ): إذا أخرج ثمره كيف يخرجه ضئيلاً ضعيفاً لا يكاد ينتفع به، وانظروا إلى حال ينعه ونضجه كيف يعود شيئاً جامعاً لمنافع وملاذ، نظر اعتبارٍ واستبصارٍ واستدلالٍ على قدرةِ مقدّره ومدبره وناقله من حال إلى حال.
وقرئ: "وَيَنْعِهِ" بالضم، يقال: ينعت الثمرة ينعاً وينعاً. وقرأ ابن محيصن: "ويانعه"، وقرئ: "وثمره" بالضم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (دليل على التعمد دون الإهمال) أي: الفاعل مختار لا موجب، كقوله بعض الزنادقة.
قوله: (وانظروا إلى حال ينعه). قال المصنف في "الحاشية": "فإن قلت: هلا قيل: من غض ثمره وينعه؟ قلت: في هذا الأسلوب فائدة، وهي أن "الينع" وقع فيه معطوفاً على "الثمر"، على سنن الاختصاص على نحو قوله: (وَجِبْرِيِلَ)، للدلالة على أن الينع أولى من الغض".
والتحقيق فيه أن قوله تعالى: (انظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ) عام في جميع أحوال الثمر، فيدخل النظر في حال بدئه ونضجه وغيرهما، فعطف (ويَنْعِهِ) على (ثَمَرِه)، ليؤذن بعموم أحوال الثمر، وأن حالة النضج مخرجة للثمر اليانع عن أن يسمى ثمراً، ونوعاً داخلاً في ذلك الجنس لشرفه وفضله. وفيه بحث، لعدم مطابقته لما في المتن، لأنه جعل (إذَا أَثْمَرَ) قيداً