فتوح البلدان (صفحة 88)

«البصيرة منَ الدم ما وقع في الأرض»

ونحن فجعنا أم غضبان بابنها ... ونحن كسرنا الرمح في عين حبتر

ونحن تركنا مسمعا متجدلا ... رهينة ضبع تعتريه وأنسر

قَالُوا: وكان المنذر بْن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون، قَالَ:

لست بالغرور ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء ففتحها وقتل المنذر ومن معه، ويقال: إن المنذر نجا فدخل إلى المشقر وأرسل الماء حوله فلم يوصل إليه حتى صالح الغرور على أن يخلي المدينة فخلاها ولحق بمسيلمة فقتل معه، وقال قوم: قتل المنذر يوم جواثا، وقوم يقولون: أنه استأمن ثُمَّ هرب فلحق فقتل، وكان العلاء كتب إِلَى أَبِي بكر يستمده فكتب إِلَى خَالِد بْن الوليد يأمره بالنهوض إليه من اليمامة وانجاده مقدم عَلَيْهِ وقد قتل الحطم فحصر معه الخط، ثُمَّ أتاه كتاب أَبِي بكر بالشخوص إِلَى العراق فشخص إليه منَ البحرين وذلك في سنة اثني عشر، وقال الواقدي يقول أصحابنا: إن خالدا قدم المدينة ثُمَّ توجه منها إلى العراق.

واستشهد بحواثا عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عَمْرو أحد بني عَامِر بْن لؤي ويكنى أَبَا سهيل وأمه فاختة بنت عَامِر بْن نوفل بْن عَبْد مناف، وكان عَبْد اللَّهِ أقبل مع المشركين يوم بدر ثُمَّ إِلَى المسلمين مسلما وشهد بدرا مع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما بلغ أباه سهيل بْن عَمْرو خبره، قَالَ: عند اللَّه أحتسبه، ولقيه أَبُو بكر وكان بمكة حاجا فعزاه به، فقال سهيل: إنه بلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يشفع الشهيد في سبعين من أهله وإني لأرجو أن لا يبدأ ابني بأحد قبلي، وكان يوم استشهد ابْن ثمان وثلاثين سنة.

واستشهد عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يوم جواثا، وقال غير الواقدي.

استشهد يوم اليمامة، قَالُوا: وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الَّذِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015