عُمَر انتبه له، فقال: معن فأتي به فقاسمه وخلى سبيله.
حدثني المفضل اليشكري وأبو الْحَسَن المدائني عن بْن جابان عن بْن المقفع قَالَ: كان ملك الفرس إذا أمر بأمر وقعه صاحب التوقيع بَيْنَ يديه وله خادم يثبت ذكره عنده في تذكرة تجمع لكل شهر فيختم عليها الملك خاتمه وتخزن ثُمَّ ينفذ التوقيع إِلَى صاحب الزمام وإليه الختم فينفذه إِلَى صاحب العمل فيكتب به كتابا منَ الملك وينسخ في الأصل ثُمَّ ينفذ إِلَى صاحب الزمام فيعرضه عَلَى الملك فيقابل به ما في التذكرة ثُمَّ يختم بحضرة الملك أو أوثق الناس عنده.
وحدثني المدائني عن مسلمة بْن محارب، قَالَ كان زياد بْن أَبِي سُفْيَان أول منَ اتخذ من العرب ديوان زمام وحاتم امتثالا لما كانت الفرس تفعله.
حدثني مفضل اليشكري، قَالَ: حدثني بْن جابان عن بْن المقفع، قَالَ كان لملك من ملوك فارس خاتم للسر، وخاتم للرسل، وخاتم للتخليد يختم به السجلات والاقطاعات وما أشبه ذلك من كتب الشريف، وخاتم للخراج فكان صاحب الزمام يليها، وربما أفرد بخاتم السر والرسائل رجل من خاصة الملك.
وحدثني أَبُو الْحَسَن المدائني عَنِ ابن جابان عن بْن المقفع، قَالَ:
كانت الرسائل بحمل المال تقرأ عَلَى الملك وهي يومئذ تكتب في صحف بيض وكان صاحب الخراج يأتي الملك كل سنة بصحف موصلة قَدْ أثبت فيها مبلغ ما اجتبى منَ الخراج وما أنفق في وجوه النفقات، وما حصل في بيت المال فيختمها ويجريها، فلما كان كسرى بن هرمزابر ويزتأذى بروائح تلك الصحف وأمر أن لا يرفع إليه صاحب ديوان خراجه ما يرفع إلا في صحف مصفرة بالزعفران وماء الورد وأن لا تكتب الصحف الَّتِي تعرض عَلَيْهِ بحمل المال وغير ذلك إلا مصفرة ففعل ذلك، فلما ولى صالح بْن