فتوح البلدان (صفحة 423)

البيلمان والجرز، وحصل في منزله سوى ما أعطى زواره أربعين ألف ألف وحمل مثلها قَالَ جرير:

أصبح زوار الجنيد وصحبه ... يحيون صلت الوجه حما مواهبه

وقال أَبُو الجويرية:

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بإحسانهم أو مجدهم قعدوا

محسدون عَلَى ما كان من كرم ... لا ينزع الله منهم ماله حسدوا

ثُمَّ ولى بعد الجنيد تميم بْن زيد العتبي فضعف ووهن ومات قريبا منَ الديبل بماء يقال له ماء الجواميس، وإنما سمي ماء الجواميس لأنه يهرب بها إليه من دباب زرق تكون بشاطئ مهران، وكان تميم من أسخياء العرب وجد في بيت المال بالسند ثمانية عشر ألف ألف درهم طاطرية فأسرع فيها، وكان قَدْ شخص معه في الجند فتى من بني يربوع يقال له خنيس وأمه من طيء إِلَى الهند فأتت الفرزدق فسألته أن يكتب إِلَى تميم في إقفاله وعاذت بقبر غالب أبيه، فكتب الفرزدق إِلَى تميم:

أتتني فعاذت يا تميم بغالب ... وبالحفرة السافي عليها ترابها

فهب لي خنيسا واتخذ فيه منة ... لحوبة أم ما يسوغ شرابها

تميم بْن زيد لا تكونن حاجتي ... بظهر ولا يجفى عليك جوابها

فلا تكثر الترداد فيها فإنني ... ملول لحاجات بطيء طلابها

فلم يدر ما اسم الفتى أهو خنيش أم خنيس فأمر أن يقفل كل من كان اسمه عَلَى مثل هَذِهِ الحروف، وفي أيام تميم خرج المسلمون عن بلاد الهند ورفضوا مراكزهم فلم يعودوا إليها إِلَى هَذِهِ الغاية، ثُمَّ ولى الحكم بْن عوانة الكلبي وقد كفر أهل الهند إلا أهل قصة فلم ير للمسلمين ملجأ يلجؤن إليه فبنى من وراء البحيرة مما يلي الهند مدينة سماها المحفوظة وجعلها مأوى لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015