فتوح البلدان (صفحة 408)

بني عمه وبنيه، وكان أحدهم شيبة أَبُو شبيب فقتل تسعة أناسي منهم أحدهم بشير:

فقال له بشير: اذكر عذري عندك فقال قدمت رجلا وأخرت رجلا يا عدو اللَّه فقتلهم جميعا، وكان وَكِيع بْن أَبِي سود قبل ذلك عَلَى بني تميم بخراسان فعزله عنهم قتيبة واستعمل رجلا من بني ضرار الضبي، فقال حين قتلهم: قتلني اللَّه أنا أقتله ويفقدوه فلم يصل الظهر ولا العصر، فقالوا له: إنك لم تصل، فقال:

وكيف أصلي لرب قتل منا عامتهم صبيان ولم يغضب لهم.

وقال أَبُو عُبَيْدة: غزا قتيبة مدينة فيل ففتحها، وقد كان أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد فتحها ثُمَّ نكثوا ورامهم يزيد بْن المهلب فلم يقدر عليها، فقال كعب الأشقري:

أعطتك فيل بأيديها وحق لها ... ورامها قبلك الفجاجة الصلف

يعني يزيد بْن المهلب، قَالُوا: ولما استخلف عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ كتب إِلَى ملوك ما وراء النهر يدعوهم إِلَى الإسلام فأسلم بعضهم، وكان عامل عُمَر عَلَى خراسان الجراح بْن عَبْد اللَّهِ الحكمي فأخذ مخلد بْن يزيد وعمال يزيد فحبسهم ووجه الجراح عَبْد اللَّهِ بْن معمر اليشكري إِلَى ما وراء النهر فأوغل في بلاد العدو وهم بدخول الصين فأحاطت به الترك حَتَّى افتدى منهم وتخلص وصار إِلَى الشاش، ورفع عُمَر الخراج عَلَى من أسلم بخراسان وفرض لمن أسلم وابتنى الخانات، ثُمَّ بلغ عُمَر عَنِ الجراح عصبية وكتب إليه أنه لا يصلح أهل خراسان إلا السيف فأنكر ذلك وعزله وكان عَلَيْهِ دين فقضاه، وولى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن نعيم الغامدي حرب خراسان وعبد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ القشيري خراجها.

قَالَ وكان الجراح بْن عَبْد اللَّهِ يتخذ نقرا من فضة وذهب ويصيرها تحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015