ولما بلغه مقتل حجر بْن عدي الكندي غمه ذلك، فدعا بالموت فسقط من يومه فمات، وذلك سنة ثلاث وخمسين واستخلف عَبْد اللَّهِ ابنه فقاتل أهل آمل وهي آمويه وزم، ثُمَّ صالحهم ورجع إِلَى مرو فمكث بها شهرين ثُمَّ مات، ومات زياد فاستعمل معاوية عُبَيْد اللَّه بْن زياد عَلَى خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا فأتى بيكند، وكانت خاتون بمدينة بخارى، فأرسلت إِلَى الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلمون فهزموهم وحووا عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون، فبعث إليهم خاتون تطلب الصلح والأمان فصالحها عَلَى ألف ألف ودخل المدينة، وفتح رامدين وبيكند وبينهما فرسخان، ورامدين تنسب إِلَى بيكند، ويقال إنه فتح الصغانيان وقدم معه البصرة بخلق من أهل بخارى ففرض لهم ثُمَّ ولى معاوية سَعِيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان خراسان فقطع النهر، وكان أول من قطعه بجنده فكان معه رفيع أَبُو العالية الرياحي وهو مولى لامرأة من بني رياح فقال رفيع أبو العالبة رفعة وعلو.
فلما بلغ خاتون عبوره النهر حملت إليه الصلح وأقبل أهل السغد والترك وأهل كش ونسف وهي نخشب إِلَى سَعِيد في مائة ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى وقد ندمت خاتون عَلَى أدائها الإتاوة ونكثت العهد، فحضر عَبْد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون، فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرهن وأعادت الصلح ودخل سَعِيد مدينة بخارى، ثُمَّ غزا سَعِيد ابن عُثْمَان سمرقند فأعانته خاتون بأهل بخارى، فنزل عَلَى باب سمرقند وحلف أن لا يبرح أو يفتحها ويرمي قهندزها، فقاتل أهلها ثلاثة أيام وكان أشد قتالهم في اليوم الثالث ففقئت عينه وعين المهلب بْن أَبِي صفرة، ويقال أن عين المهلب فقئت بالطالقان، ثُمَّ لزم العدو المدينة وقد فشت فيهم الجراح، وأتاه رجل فدله عَلَى قصر فيه أبناء ملوكهم وعظمائهم فسار إليهم وحصرهم،