فتوح البلدان (صفحة 378)

فتح سجستان وكابل

حدثني علي بْن مُحَمَّد وغيره أن عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عَبْد شمس توجه يريد خراسان سنة ثلاثين فنزل بعسكره شق الشيرجان من كرمان ووجه الربيع بْن زياد بْن أنس بْن الديان الحارثي إِلَى سجستان فسار حَتَّى نزل الفهرج، ثُمَّ قطع المفازة، وهي خمسة وسبعون فرسخا، فأتى رستاق زالق وبين زالق وبين سجستان خمسة فراسخ وزالق حصن، فأغار عَلَى أهله في يوم مهرجان فأخذ دهقانه فافتدى نفسه بأن ركز عنزة ثُمَّ غمرها ذهبا وفضة وصالح الدهقان عَلَى حقن دمه.

وقال أَبُو عُبَيْدة معمر بْن المثنى صالحه عَلَى أن يكون بلده كبعض ما افتتح من بلاد فارس وكرمان، ثُمَّ أتى قرية يقال لها: كركويه عَلَى خمسة أميال من زالق فصالحوه ولم يقاتلوه، ثُمَّ نزل رستاقا يقال له هيسون فأقام له أهله النزل وصالحوه عَلَى غير قتال، ثُمَّ أتى زالق وأخذ الأدلاء منها إِلَى زرنج وسار حَتَّى نزل الهندمند، وعبر واديا يترع منه يقال له نوق وأتى ذوشت وهي من زرنج عَلَى ثلثي ميل فخرج إليه أهلها فقاتلوه قتالا شديدا وأصيب رجال منَ المسلمين، ثُمَّ كر المسلمون وهزموهم حَتَّى اضطروهم إِلَى المدينة بعد أن قتلوا منهم مقتلة عظيمة، ثُمَّ أتى الربيع ناشروز وهي قرية فقاتل أهلها وظفر بهم وأصاب بها عَبْد الرَّحْمَنِ أَبَا صالح بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الذي كتب للحجاج مكان زادانفروخ ابن نيري، وولى خراج العراق لسُلَيْمَان بْن عَبْد الملك وأمه فاشترته امرأة من بني تميم ثُمَّ من بني مرة بْن عُبَيْد بْن مقاعس بْن عَمْرو بْن كعب بْن سَعْد ابن زيد مناة بْن تميم يقال لها عبلة، ثُمَّ مضى من ناشروذ إِلَى شرواذ وهي قرية فغلب عليها وأصاب بها جد إِبْرَاهِيم بْن بسام فصار لابن عمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015